التخطي إلى المحتوى الرئيسي

لهجة العرب في العصر الحديث

اللهجات العربية الحديثة

كان يُعتقد أن اللهجات العربية الحديثة تنحدر من الفصحى، إلا أن الدراسات التاريخية واللغوية منذ القرن التاسع عشر أثبتت أنها لهجة شقيقة لهم، وكلاهما تنحدر

 من اللغة العربية البدائية.[87] 

فقد كانت توجد عدة لهجات قبل الإسلام وبعده، فتطورت من بعضها اللهجات الحديثة (بتأثير من لغات أخرى)، وأخذت بعضها مكانة عالية ومنها 

تكونت العربية الفصحى المتعارف عليها في العصر الإسلامي.

تعدد اللهجات كان موجودًا عند العرب من أيام الجاهلية

 حيث كانت هناك لهجة لكل قبيلة من القبائل وقد استمر الوضع هكذا بعد مجيء الإسلام.

ومن أبرز الأسباب التي أدّت لولادة لهجات عربية مختلفة في القِدم هو أن العرب كانوا في بداية عهدهم أميين لا تربطهم تجارة ولا إمارة ولا دين،

فكان من الطبيعي أن ينشأ من ذلك ومن اختلاف الوضع والارتجال، ومن كثرة الحل والترحال، وتأثير الخلطة والاعتزال، اضطراب في اللغة كالترادف، واختلاف اللهجات في الإبدال والإعلال والبناء والإعراب.[88] 

ومن أبرز اللهجات والألفاظ: 

- عجعجة قُضاعة 

أي قلب الياء جيمًا بعد العين وبعد الياء المشددة مثل راعي يقولون فيها: راعج. وفي كرسي كرسج، وطمطمانية

-  حِمْير

وهي جعل "إم" بدل "أل" في التعريف، فيقولون في البر: أمبر، وفي الصيام أمصيام،

- فحفحة هذيل 

أي جعل الحاء عينًا، مثل: أحل إليه فيقولون أعل إليه،

 - عنعنة بني تميم 

وهي إبدال العين في الهمزة إذا وقعت في أول الكلمة، فيقولون في أمان: عمان،

- كشكشة أسد 

أي جعل الكاف شينًا مثل "عليك" فيقولونها: "عليش"

- قطْعةِ طيئ

 وهي حذف آخر الكلمة، مثل قولهم: يا أبا الحسن، تصبح: يا أبا الحسا، وغير ذلك مما باعد بين الألسنة وأوشك أن يقسم اللغة إلى لغات لا يتفاهم أهلها ولا يتقارب أصلها.[88]

وقد كان التواصل بين أفراد القبيلة الواحدة يَتم بواسطة لهجتها الخاصة، أما عندما يَخطب شخص ما أو يَتحدث إلى أشخاص من قبائل أخرى فيستعمل حينها اللغة الواحدة المشتركة. وقد استمر الوضع هكذا بعد مجيء الإسلام.

ويُرجح أن أغلب اللهجات العامية الحديثة تطورت بشكل كبير في زمن الفتوحات الإسلامية، نتيجة هجرة المسلمين العرب واختلاط لهجاتهمببعض،

وثم اختلاطهم مع المسلمين الجدد في بلاد الأعاجم (والتي أصبح العديد منها اليوم من البلدان العربية)، حيث بدؤوا بتعلم العربية لكنهم - وبشكل طبيعي - لم يَستطيعوا تحدثها كما يتحدثها العرب بالضبط، فتكونت لهجات كريولية متأثرة باللغات المحلية، وتطورت عبر القرون حتى تحوّلت إلى اللهجات العامية الحديثة. [89]


      للكاتب منصور بن سالم بن فشحان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اللغة العربية ومكانتها حول العالم

هي أكثر لغات المجموعة السامية انتشارا، كما أنها واحدة من أكثر اللغات انتشارًا في العالم حيث يتحدثها أكثر من 422 مليون نسمة ويتوزع متحدثوها في المنطقة المعروفة باسم الوطن العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة كالأحواز وتركيا وتشاد ومالي السنغال وإرتيريا. اللغة العربية ذات أهمية قصوى لدى المسلمين، فهي لغة مقدسة (لغة القرآن)، ولا تتم الصلاة (وعبادات أخرى) في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها. العربية هي أيضا لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي، كما كتبت بها الكثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى

من تاريخ شبه الجزيرة العربيّة

           حضارات شبه الجزيرة العربيّة ه ي مجموعة من الحضارات العربيّة التي انتشرت في مناطق الجزيرة العربيّة ومن الأمثلة  عليها:  * الحضارة اليمنيّة  التي تميّزت باهتمامها بالتّجارة وإنشاء وسائل الرّي والسدود كما ظهرت في شمال الجزيرة مجموعة من القبائل والشعوب التي اهتمّت بتأسيس دولٍ قوية وهم: - التدمّريون - والأنباط - والغسّاسنة   وتميّزت أيضاً شبه الجزيرة العربيّة بأنّها كانت النقطة الأساسيّة لهجرة العديد من الشعوب التي وصلت إلى الكثير من أراضي العالم العربيّ كما امتدّت هجرتها إلى أراضي المغرب العربيّ ويُشار كذلك إلى أن شبه الجزيرة العربيّة ساهمت في تأسيس العديد من الحضارات العربيّة الأوّلى التي شكّلت أجزاءً من الوطن العربيّ وساهمت في التّمهيد لانتشار الديانات السماويّة. مقال الكاتب/ منصور بن سالم بن فشحان محرر ثقافي تاريخي

حضارات العراق

تُعرف  حضارات العراق  أيضاً باسم حضارات بلاد الرافدين، وضمّت مجموعة من الحضارات التي عاشت فيها عدّة شعوب، وهمّ الآشوريون، والبابليون، والسومريون، وحرصت هذه الحضارات والشعوب على التفاعل والتأثّر والتأثير بالحضارات المحيطة بها.